“جنة الأفاعي”.. أشجار الزيتون تجذب الثعابين إلى الحقول الإسبانية

تشهد إسبانيا، أكبر منتج للزيتون والزيت في العالم، ارتفاعًا مفاجئًا في أعداد الثعابين بين أشجار الزيتون وحقولها.

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن صحيفة “هافنغتون بوست”، تجذب كلٌّ من البساتين الشاسعة والأشجار الصغيرة المزروعة في أصص الساحات الثعابين، مما يثير قلق السكان المحليين والمزارعين ، ويقول الخبراء إن عامل الجذب يكمن في الموطن الصغير الفريد الذي تُنشئه أشجار الزيتون فبجذوعها السميكة وجذورها المعقدة وظلالها المورقة الكثيفة، تُوفر أشجار الزيتون مأوىً مثاليًّا لثعابين العشب والأفاعي الأخرى.

وتوفر هذه الميزات مناطق باردة ومظللة خلال الأيام الحارة، وهي المثالية للزواحف التي تحتاج إلى تنظيم درجة حرارة أجسامها ، ولا يقتصر الأمر على الاشجار نفسها، فغالبًا ما توجد بساتين الزيتون في تضاريس صخرية ذات جدران حجرية جافة وتربة جيرية تمتص الحرارة نهارًا وتشعّ دفئًا ليلًا. وهذا يُهيئ بيئة مريحة للثعابين حتى بعد غروب الشمس. وصف أحد علماء الزواحف هذه البيئات بأنها “جنة الأفاعي”.

بالإضافة إلى كونها مأوىً، توفر بساتين الزيتون أيضًا وفرة من الغذاء. وتزدهر الفئران والخلد والسحالي والطيور الصغيرة في هذه البيئات، مما يُشكّل بيئةً طبيعيةً للثعابين. فحيثما تكثر الفرائس، لا مفر من أن تتبعها الحيوانات المفترسة ، وفي حين أن معظم الثعابين الموجودة في هذه البساتين “غير سامة” ولا تُشكّل تهديدًا يُذكر للبشر، إلا أن ازدياد مشاهداتها أثار قلق الكثيرين. حتى أن بعض السكان وجدوا ثعابين تعشش في أشجار زيتون منفردة في أصص على شرفاتهم المنزلية.

وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على إسبانيا فحسب، فمع توسع المناطق الحضرية نحو المناطق الريفية، أصبحت مواجهات الثعابين أكثر شيوعًا عالميًّا. ففي الولايات المتحدة، تجذب أشجار أخرى مثل الأرز والعرعر والبلوط والسرو الثعابين أيضًا، إلى جانب نباتات مثل البرسيم والهوستا والياسمين.

ومع أن وجود الثعابين قد يكون مُقلقًا، يُؤكد الخبراء أن هذه الزواحف خجولة عمومًا وتُفضّل تجنّب البشر. مع ذلك، فإن فهم عاداتها يُساعد الناس على التعايش بأمان وسلام مع الحيوانات البرية التي تنتقل إلى حدائقهم.

 

المصدر: ارم نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى