إنتخابات اللجنة الأولمبية ودبلوماسية الرياضة
صحيح أن إنتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية هي حدَث رياضي وسياسي مهم، يؤثّر في شكل مُباشر على مستقبل الرياضة في لبنان، وهذه الإنتخابات لا تتعلّق فقط بإختيار أعضاء جدد لقيادة اللجنة، بل تعكس أيضاً التوجهات الرياضية والدبلوماسية للبلاد، كأداة لتعزيز العلاقات الدولية، وتحقيق التقارب بين الإتحادات والأندية اللبنانية وحلّ النزاعات، والترويج لقيّم السلام والتعاون التي هي أحد أشكال “القوة الناعمة” التي تعتمدها الدول لتحسين صورتها عالمياً دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية في السياسة.
هذه الدبلوماسية لها دورها في الإنتخابات الأولمبية اللبنانية المنتظرة، كونها ستلعب دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات الدولية كما كانت أيام السادة غبريال الجميّل وناصيف مجدلاني وحسين سجعان وغيرهم من الأجلاء الذين تناوبوا على حل النزاعات دبلوماسياً، داخلياً وخارجياً، حيث كانوا مثالاً لصورة الدولة دولياً، وتلقوا الدعم من هيئات رياضية عالمية، مثل اللجنة الأولمبية الدولية والإتحادات القارية.
غالباً ما تتأثر إنتخاباتنا الأولمبية بالتوازنات السياسية والطائفية في لبنان، نأمل من القيادة الجديدة، ولتعزيز فرصها، أن تكون قادرة على تحسين علاقات الإتحادات اللبنانية الرياضية فيما بينها، وتكثيف مجالات التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، خصوصًا في ظل الأزمات الإقتصادية الحالية، وحل معضلة تنافس المظليين على المناصب ، حالياً، هناك حاجة ملحّة لقيادة تمتلك رؤية واضحة للنهوض بالرياضة اللبنانية، وتحسين موقعها الأولمبي، ودعم الرياضيين في مختلف الألعاب.
شخصيات مثل جهاد سلامة وأكرم حلبي وديع عبد النور وجورج كوبلي مثالاً لا حصراً، من الذين يُعرفون بخبرتهم الإدارية، ومكانتهم الدولية قد تكون مؤهلة لقيادة هذا التحوّل، خصوصًا إذا كان الهدف تعزيز حضور لبنان في الأولمبياد وتحقيق إنجازات ملموسة.